IMG-LOGO

ذكرى ميلاد "مواطن الكون"

سياسة - 09:36 18-09-2025
ذكرى ميلاد "مواطن الكون"

يصادف 17 سبتمبر من كل عام ذكرى ميلاد عالمٍ فذّ سبق عصره، وأرسى الأسس النظرية للسفر إلى الفضاء — إنه قسطنطين إدواردوفيتش تسيولكوفسكي، الذي يُطلق عليه بحق "مواطن الكون".

يصادف 17 سبتمبر من كل عام ذكرى ميلاد عالمٍ فذّ سبق عصره، وأرسى الأسس النظرية للسفر إلى الفضاء — إنه قسطنطين إدواردوفيتش تسيولكوفسكي، الذي يُطلق عليه بحق "مواطن الكون". في عام 2025، نحتفل بالذكرى الـ168 لولادته، بعد أن رأى النور في 17 سبتمبر 1857 بمقاطعة ريازان الروسية.

طفولة صعبة... وعقل لا يُقهَر
في طفولته، أصيب تسيولكوفسكي بالحمى القرمزية، ما أدى إلى فقدانه السمع جزئيًا، ومنعه من متابعة التعليم النظامي في المدرسة. لكنه لم يستسلم. بدءًا من الرابعة عشرة من عمره، شرع في تعليم نفسه بنفسه. وعندما بلغ 16 عامًا، انتقل إلى موسكو، حيث درس بجدٍّ الرياضيات والفيزياء، مستعينًا ببرامج المدارس الثانوية والجامعات، رغم عدم التحاقه رسميًا بأي منها.
في 1879، نجح في اجتياز الامتحانات الرسمية، وتم تعيينه في العام التالي (1880) مدرسًا للرياضيات والهندسة. ومن هنا، بدأ رحلته البحثية. ففي عامي 1880-1881، نشر دراسته الأولى "نظرية الغازات"، حيث وضع الأسس الأولى للنظرية الحركية للغازات. ثم تبعها ببحثه "ميكانيكا الجسم الحي"، الذي نال إشادة واسعة في الأوساط العلمية، وفتح له أبواب الجمعية الفيزيائية والكيميائية الروسية.
رؤية مستقبلية: من المنطاد إلى الصواريخ الفضائية
منذ 1884، ركّز تسيولكوفسكي على أربع أفكار ثورية:

المنطاد المعدني القابل للتوجيه.
الطائرة الانسيابية (الشراعية).
القطار العائم على وسادة هوائية.
الصواريخ المخصصة للسفر بين الكواكب وهي الفكرة التي جعلته أبًا لعلم رواد الفضاء النظري.

وفي 1896، غاص في دراسة حركة الأجهزة النفاثة، وطرح تصاميم أولية للصواريخ بعيدة المدى، مُقدّمًا المعادلات الرياضية التي تُمكّن البشر من مغادرة الأرض أشهرها "معادلة تسيولكوفسكي الصاروخية".


كالوغا: مهد رواد الفضاء
عاش تسيولكوفسكي 43 عامًا في مدينة كالوغا (على بُعد 200 كم من موسكو)، التي أصبحت تُعرف اليوم بـ"مهد الملاحة الفضائية". هناك، أجرى أبحاثه الأهم، وصمّم أول نفق هوائي (إيرودينامي) في روسيا عام 1897، واختبر فيه نماذج طائرات وصواريخ. وكانت أبحاثه هي الأولى التي أثبتت إمكانية السفر إلى الفضاء، وأسهمت بشكل حاسم في تطور علوم الصواريخ لاحقًا في روسيا والعالم.



اليوم، تحمل كالوغا بصمات تسيولكوفسكي في كل مكان:

المتحف التذكاري لمنزله، حيث عاش وعمل.
حديقة تسيولكوفسكي، حيث يرقد العالم العظيم.
جامعة كالوغا الحكومية، ومطار كالوغا الدولي، وشارع تسيولكوفسكي.
مدرسة الليسيوم رقم 9، حيث كان يُدرّس الرياضيات والفيزياء.
جدارية ضخمة تحمل صورته في أحد شوارع المدينة.

وفي موسكو، يُكرم اسمه في المتحف الحكومي لتاريخ الملاحة الفضائية، الذي افتُتح بمناسبة الذكرى الـ110 لميلاده.
المصدر: dzen

شارك المنشور:

الأكثر قراءة

أهم الأخبار