أثار تحذيرٌ إماراتي حاد من أي محاولة إسرائيلية لضم أجزاء من الضفة الغربية، وصفه بأنه "خط أحمر"، تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، وسط تحذيرات من أن مثل هذه الخطوة من شأنها تقويض روح اتفاقيات التطبيع المعروفة باسم "الاتفاقيات الإبراهيمية".
وعلق الأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبد الله على تحذير بلاده لإسرائيل معددا الوسائل التي تملكها أبو ظبي للرد على تل أبيب إذا ما أقدمت على تنفيذ مخططها.
وقال عبد الخالق عبد الله في تدوينته على منصة "إكس": "الإمارات ستقطع علاقتها بإسرائيل، وستطرد السفير، وستغلق سفارة الإمارات في تل أبيب، وستنهي أي تعاون اقتصادي دبلوماسي استخباراتي وعسكري إذا تمادت في ضم الضفة الغربية".
وذكر الأكاديمي الإماراتي أن التحذير رسالة إماراتي واضحة ومباشرة لأمريكا وإسرائيل لا تحتمل التأويل، مشيرا إلى أنها جاءت على لسان مسؤولة إماراتية لصحيفة عبرية.
والأربعاء، حذرت مسؤولة بارزة في الإمارات إسرائيل من أن ضم الضفة الغربية سيكون بمثابة خط أحمر من شأنه إنهاء رؤية الاندماج الإقليمي وتقويض أي فرصة لسلام دائم.
وقبل يومين فقط من استعداد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لعقد مشاورات وزارية بشأن المضي قدما في هذه الخطوة المثيرة للجدل، قالت مساعدة وزير الخارجية الإماراتي للشؤون السياسية لانا نسيبة في مقابلة مع صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إن "الضم سيكون خطا أحمر بالنسبة لحكومتي، وهذا يعني أنه لا يمكن أن يكون هناك سلام دائم.. سيغلق فكرة الاندماج الإقليمي وسيشكل نهاية لحل الدولتين".
ووجهت نسيبة رسالة غير مباشرة إلى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤكدة ثقة الإمارات بأن الرئيس الأمريكي لن يسمح بتقويض إرث "اتفاقيات أبراهام".
وأضافت: "نحن نؤمن بأن الرئيس ترامب وإدارته يمتلكان العديد من الأدوات لقيادة المبادرة نحو اندماج أوسع لإسرائيل في المنطقة".
وشددت المسؤولة الإماراتية التي كانت في السابق سفيرة بلادها لدى الأمم المتحدة، على أن "الضم سيعتبر رفضا فعليا لاتفاقيات أبراهام"، مؤكدة أن هذا الخيار يجب أن يطرح أمام الشعب الإسرائيلي نفسه.
وبينما أوضحت نسيبة ما قد تخسره إسرائيل إذا مضت في الضم حرصت أيضا على الإشارة إلى ما يمكن أن تجنيه إذا تخلت عن هذه الخطة.
وأفادت بأن دولا عربية بينها السعودية لا تزال منفتحة على التطبيع، لكن بشرط أن تسحب إسرائيل خطط الضم وتقبل بمسار جاد ولا رجعة فيه نحو إقامة دولة فلسطينية.
وأوضحت نسيبة أن "فكرة الاندماج الإقليمي لا تزال مطروحة في العواصم العربية، لكن الضم لإرضاء العناصر المتشددة في إسرائيل سيخرج هذه الفكرة من المعادلة"، مؤكدة أن أبوظبي لم تصل إلى هذه القناعة بخفة.
وقالت: "خلال العامين الماضيين ظل موقفنا أن رؤية "اتفاقيات أبراهيم" ما زالت صالحة، وأنه لا يمكن السماح للمتطرفين بتحديد مسار المنطقة"، لكنها حذرت من أن الخطوات الإسرائيلية المتصاعدة لترسيخ وجودها في الضفة الغربية وغزة تدفع المنطقة نحو نقطة اللاعودة.
واختتمت نسيبة مؤكدة أن "مبادئ اتفاقيات أبراهام المتعلقة بالازدهار والتعايش والتسامح والاندماج والاستقرار لم تكن يوما أكثر تهديدا مما هي عليه اليوم"، مبينة أن هناك يدا عربية ممدودة لإسرائيل رغم كل ما يحدث، لكنها شددت على أن الضم "سيسحب هذه اليد".
المصدر: RT